أدت لذوبان الجليد.. تشيلي تشهد أسوأ موجة حر منذ 72 عاماً
أدت لذوبان الجليد.. تشيلي تشهد أسوأ موجة حر منذ 72 عاماً
تشهد تشيلي أسوأ موجة حرارة خلال الـ72 عامًا الماضية، في فيكونيا، بمنطقة كوكيمبو الشمالية، حيث ارتفعت مؤشرات الحرارة إلى 37 درجة مئوية رغم أنها لا تزال في مووهى ثاني أعلى درجة حرارة على المستوى الوطني تم تسجيلها في أغسطس منذ 1951، أي منذ أكثر من سبعة عقود، حسب ما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تسجيل الرقم القياسى التي بلغت 37.3 درجة مئوية وحدث ذلك في مدينة كويبابو، مدينة في شمال تشيلي، حيث امتدت درجات الحرارة المرتفعة إلى مناطق فالباريسو والمتروبوليتان، الأكثر اكتظاظا بالسكان، والتي أجبرت على إغلاق مراكز التزلج لبضعة أيام بسبب ذوبان الجليد.
وأوضح الخبير في الجغرافيا والأكاديمي في جامعة تشيلي بابلو ساريكوليا، أن درجات الحرارة المرتفعة ناتجة عن مزيج من تغير المناخ، وظاهرة النينو، التي تسبب فترات أكثر حرارة، مشيرا إلى أنه من المعتاد أن تكون درجات الحرارة بشهر أغسطس مرتفعة ولكن ليس بهذه الدرجة الكبيرة، إذ وصل الأمر إلى تأثير درجات الحرارة على ذوبان الثلوج في منطقة الإنديز.
وأوضح الباحث من جامعة تشيلي أن درجات الحرارة المرتفعة سيكون لها تأثير على بقية العام، "حقيقة عدم وجود ثلوج ستعني أن التدفقات قليلة في الصيف وسيؤثر ذلك بشكل مباشر على الزراعة وتوليد ندرة المياه بين السكان”.
ومن خلال شبكاتها الاجتماعية، قدمت وزيرة البيئة، ميسا روخاس، وصفًا لأهمية انتقال الطاقة لتهدئة الآثار السلبية لتغير المناخ، مشيرة إلى أن الحل يكمن في وقف عاجل لحرق الوقود الأحفوري، حيث كان لدى تشيلي قانون بشأن تغير المناخ منذ العام الماضي حيث لا بد من الالتزام بأن نكون محايدين للكربون ومقاومين للمناخ بحلول 2050.
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر الغليان العالمي".